بأي سعر يجب أن يبيع اقليم كوردستان نفطه؟
رووداو – اربيل
أدى الصراع بين الدول المنتجة للنفط إلى حرب الاسعار، فالسعودية تنتهج سياسة رفع مستوى الانتاج النفطي من دون الاهتمام بانخفاض سعره، مما أثر على اقتصاد الدول صاحبة أكبر احتياطي في العالم وهي روسيا وايران وفنزويلا، إضافة إلى العراق واقليم كوردستان.
وانخفض النفط من 115 دولارا إلى 37 دولارا، مما ألحق ضررا كبيرا بالانتاج النفطي، خاصة في الدول التي تبلغ مصروفاتها على الانتاج النفطي مستويات كبيرة.
وروسيا التي فرضت عليها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مجموعة من العقوبات الاقتصادية، تكبدت خسائر بلغت 150 مليار دولار، وتسببت في تخفيض 80% من عائدات البلاد.
وأثارت السياسة التي تنتهجها السعودية منذ فترة طويلة، استياء الكثير من اعضاء منظمة اوبك ومستثمري النفط الآخرين، بسبب ارتفاع نسبة العجز في الموازنات المالية السنوية للدول المنتجة للنفط.
وعلى الرغم من تضرر ايران بانخفاض اسعار النفط، إلا أن الحكومة أجرت استعداداتها لمواجهة انخفاض سعر النفط إلى 30 دولارا للبرميل الواحد، وهي تعتزم تقدير سعر البرميل في موازنتها المالية للعام المقبل بـ35 – 40 دولارا.
ويقول وزير النفط الايراني بيزن زنكنة، إن طهران لن تخفض مستوى انتاجها النفطي، حتى لو انخفض سعر البرميل إلى 20 دولارا، في الوقت الذي يشكل انتاج النفط وعائداته 25% من الموازنة المالية العامة للبلاد.
ولم تتضرر السعودية كثيرا بانخفاض الاسعار، بسبب قلة تكاليف انتاج النفط فيها، إذ أن تكلفة انتاج البرميل الواحد من النفط لا تتجاوز 10 دولارات، لكن تكلفته في روسيا تبلغ 25 دولارا.
وفي اقليم كوردستان، وعلى الرغم من عدم وجود احصائية رسمية بتكلفة انتاج البرميل الواحد، لكن توقعات الشركات الاستشارية النفطية تشير إلى أنها قريبة من تكلفة انتاج البرميل الواحد في العراق، حيث تبلغ التكلفة بدءا من التنقيب وصولا للانتاج والتصدير أقل من 10 دولارات، وتكلفة النقل إلى المرافئ تبلغ 2 – 3 دولارات.
وقد ألحق انخفاض سعر النفط ضررا كبيرا بعائدات اقليم كوردستان، فلو قامت كوردستان ببيع 700 ألف برميل في اليوم بسعر 65 دولارا فإن عائداتها الشهرية ستبلغ مليارا و350 مليون دولار من أجل تأمين الموازنة الضرورية لها، للبدء في المشاريع ومنح رواتب الموظفين واعادة القروض.
وبلغ سعر النفط في مطلع الاسبوع الماضي 33 دولارا، وهو ما اصاب التجار والمستثمرين بصدمة، لكن السعر ارتفع في نهاية الاسبوع إلى 38 دولارا ليعيد قليلا من الامل إلى الاسواق والمنتجين.
وتسبب القرار التاريخي للكونجرس الامريكي القاضي برفع جميع العقبات أمام تصدير النفط الامريكي في رفع سعر النفط الامريكي في الاسواق العالمية، وادى لارتفاع اسعار خام البرنت.
وتبلغ مصروفات انتاج النفط في الدول النفطية كالآتي:
أما تحديد سعر النفط في الموازنة المالية للدول، فهو كالآتي: