اخبار العراق الان

إعداد عبد الاله مجيد: اكتشف علماء دليلا على أن أصل الايرلنديين من الهلال الخصيب في الشرق الأوسط ثم من أوروبا الشرقية.

وكان الدليل يكمن منذ ما يربو على 5000 سنة في عظام فلاحة استُخرجت من مدفن قرب مدينة بلفاست في ايرلندا الشمالية ورفات ثلاثة رجال عاشوا قبل 3000 و4000 سنة ودُفنوا في جزيرة ايرلندية.
 
وقام العلماء من كلية ترينتي في دبلن بتحليل جينوم المرأة والرجال الثلاثة مستخدمين تقنية لا تتيح "قراءة" السمات الخاصة لكل فرد فحسب بل قراءة التاريخ الأوسع لهجرة أسلافه وأماكن توطنهم في الحمض النووي لرفات الأشخاص الأربعة.

وأكد تحليل الجينوم صورة تتكون منذ عقود نتيجة الدراسات الأركيولوجية بأن الجماعات التي هاجرت من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية لتستقر في ايرلندا لم تتنافس مع الايرلنديين الأصليين بل أصبحت هي نفسها ايرلندية.

هجرة من الشرق الأوسط

وكان اسلاف مزارعي العصر الحجري بدأوا هجرتهم من الشرق الأوسط حيث بدأت الزراعة ووصولوا الى ايرلندا ربما عن طريق جنوب البحر المتوسط. ونقلوا معهم الماشية والحبوب والخزف وتكوينهم الجسدي الذي يميل الى الشعر الأسود والعيون البنية.

وأعقب هؤلاء المستوطنين مهاجرون كانوا في البداية من سهوب بونتيك جنوب روسيا، يعرفون استخراج النحاس والشغل على الذهب ونقلوا معهم النوع الوراثي من احد امراض الدم. وهو مرض شائع في ايرلندا حتى انه يُسمى احيانا "المرض السلتي".

كما نقل هؤلاء معهم الصفة الوراثية التي تتيح هضم الحليب في سن النضج لأن كثيرا من اقوام العالم كانت لا تتحمل سكر الحليب لاكتوز بعد مرحلة الرضاعة. ولعلهم نقلوا ايضا اللغة التي اصبحت الآن اللغة الايرلندية وبعضهم كانوا زرق العيون.

وقال فريق العلماء من كلية ترينتي في دبلن وزملاؤهم من جامعة كوينز بلفاست ان أكبر ما حدث من تغيرات في أوروبا قبل التاريخ تغيران هما ظهور الزراعة وتقدم صناعة التعدين وان هذه لم تكن تغيرات ثقافية فحسب بل اوجدت دما جديدا ايضا.

أمة جديدة

فالسكان الأوائل من الصيادين الجامعين غمرتهم موجات متعاقبة من المهاجرين الجدد، وفي ايرلندا بدأ هؤلاء المستوطنون الجدد يحددون شكل "أمة". وبحسب العلماء فان نتائج بحثهم "تشير الى نشوء الصفات الأساسية للجينوم الايرلندي قبل 4000 سنة".

وبدأ العلماء يجمعون فصول القصة الكاملة للانسان عملا بالمبدأ القائل ان أي حمض نووي بشري لا يحكي قصة الهوية الفردية فحسب بل قصة آلاف السنين من اصله.

وما زالت القصة غير كاملة وتخضع للمراجعة باستمرار ولكن معالم استيطان أوروبا وآسيا التي يرسمها الحمض النووي تؤكد الأدلة الاركيولوجية وتنيرها.