اخبار العراق الان

رسالة رئيس اقليم كوردستان بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة

رسالة رئيس اقليم كوردستان بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة
رسالة رئيس اقليم كوردستان بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة

2015-12-31 00:00:00 - المصدر: روداو


بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوات والاخوة الاعزاء

بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، أتقدم بأحر التهاني لشعب كوردستان ولكل شعوب العالم، متمنيا ان يكون عام 2016 عام الخلاص من الحروب والارهاب وتحقيق السلام والرفاهية في كوردستان وفي كل بقعة من العالم.

كان عام 2015 ، عاما حافلا بالتضحيات من قبل قوات البيشمركة الابطال، حيث ضحوا بارواحهم ودمائهم في سبيل حماية شعب كوردستان بكافة مكوناته القومية والدينية، وللحفاظ على القيم الانسانية والحياة المدنية في العالم، متحدّين أكبر قوة تهدد الانسانية في هذا العصر، بروح عالية للتضحية والفداء قل نظيرها على مستوى العالم.

وكان هذا العام ايضا عاما لدحر الارهاب ولايقاف تقدم وتمدد داعش، وعاما للانتصارات العظيمة، وعاماً مكتظاً بالتضحيات والصعوبات لشعب كوردستان ولاسيما من الناحية الاقتصادية، وذلك بسبب استمرار الحكومة العراقية في قطعها لحصة اقليم كوردستان من الموازنة العامة العراقية، وإنخفاض اسعار النفط والمصاريف الكثيرة للحرب ضد الارهاب واستضافة اكثر من مليون وثمانمئة الف نازح ولاجئ، وكل هذه الامور أدت إلى صعوبة الوضع الاقتصادي لشعب كوردستان.

لكنّ لكوردستان شعب قوي وواع ويستطيع الاستفادة من ثرواته بشكل ممتاز، لذلك انا مطمئن ان مستقبلا مشرقا ينتظر هذا الشعب، ومع ذلك فان الخروج من هذه المرحلة بحاجة للكثير من الصبر والتحمل، وفي ظل هذه الظروف أرى من الضروري ان أتقدم بجزيل الشكر لمواطني كوردستان لصمودهم وموقفهم الذي ينم عن كامل المسؤولية تجاه الوطن، وأؤكد بأنّ كوردستان مازالت بحاجة الى دعم ومساعدة من الدول الصديقة والحليفة كي ينتصر شعبها وكل العالم للحرب ضد الارهاب، لذلك أطالب جميع الدول لدعم البيشمركة وشعب كوردستان في هذه الحرب المصيرية.

ايها المواطنون الاعزاء ....

أعدكم أن أبذل كل ما في وسعي بمعية جميع الاحزاب المشاركة في حكومة اقليم كوردستان وفي البرلمان لحل جميع المسائل التي تواجه العملية السياسية والتي تعترض طريق اقليم كوردستان، لحماية المصالح العامة لشعب كوردستان ولحل كافة المشاكل والنواقص وعدم تكرارها ولتفعيل عمل البرلمان والحكومة وفق اساس جديد.

وفيما يخص موضوع رئاسة الاقليم، أطالب الاحزاب المرخصة والمجازة من قبل حكومة اقليم كوردستان مرّةً اخرى بأن يعقدوا اجتماعات مكثفة لانهاء هذه الموضوع أو ان يقرروا اجراء انتخابات جديدة لرئاسة الاقليم أو ان يتفقوا على شخص آخر ليتولى رئاسة الاقليم حتى إجراء الانتخابات البرلمانية لعام 2017 وسأكون داعما له بكل قوة، أو ان يقرروا بقاء الوضع كما هو عليه حتى اجراء الانتخابات لعام 2017 بسبب الحرب التي يخوضها الاقليم والوضع الصعب الذي يجتازه في الوقت الحالي.

وأطلب من الجميع انهاء استغلال موضوع رئاسة الاقليم، وأن لا يتم استخدام هذا الموضوع مرة اخرى لاثقال كاهل الشعب وتعميق المشاكل بشكل أكثر، وأؤكد بأن أكثر لقب أعتبره عظيما بالنسبة لي هو لقب البيشمركة ولا افتخر باي لقب اخر اكثر من البيشمركة، وإذا كنت في اي منصب أو موقع سابذل قصارى جهدي لخدمة هذا البلد وساستمر في حماية كوردستان في الحرب ضد داعش والسعي لتحقيق الاستقلال الوطني وشعبي.

إنّ الظرف الحالي الذي يمر به اقليم كوردستان، يتطلب منا أن نعمل جميعنا على تحسين أوضاع شعب كوردستان بدلا من الخوض في صراعات وعداوات سياسية، وأن نستفيد من التغييرات المتواصلة في المنطقة، وان لا نفرِّط في الفرص المتاحة لنا حالياً، لضمان مستقبلنا وذلك عبر رص الصفوف وتقويتها، وهذا اكثر ما يفرضه علينا الظرف الحالي.

وبهذه المناسبة ايضا أطلب من حكومة اقليم كوردستان أن تضع خططا محكمة للخروج من الصعوبات المعيشية التي يمر بها الاقليم وان تنفذ اصلاحات جذرية، وانا متاكد وواثق بان شعب كوردستان يستطيع التغلب على الصعوبات الحالية وجميع العراقيل التي من الممكن ان تواجهه في المستقبل وسيخطوا نحو حياة افضل، واطمئن المواطنين الاحبة ان مسيرة الاعمار والانتعاش في كوردستان ستبدأ وستستمر وسنعمل على تقوية البنية الاقتصادية لهذا البلد.

إنني أنحني إجلالا أمام الذكرى العطرة والارواح الطاهرة لشهداء البيشمركة، واتمنى للجرحى الشفاء العاجل مع كل التقدير والاشادة لتحملهم مختلف الظروف، وأشكر ومن كل قلبي أبناءنا المتطوعين الذين شاركوا في صفوف بيشمركتنا الابطال في جبهات القتال والدفاع عن كوردستان.

كما أشكر شعب كوردستان الذي دعم قوات البيشمركة، وأنتهز هذه الفرصة لاشكر الدول الصديقة والحليفة التي دعمت قوات البيشمركة في الحرب ضد الارهاب.

وأتمنى أن يكون عام 2016م عام الخلاص من المشاكل والأزمات وأن يكون عاماً للانتصار لشعبنا وأن يعم السلام والاستقرار في منطقتنا وأن تُمحى الافكار التي تؤدي الى الكراهية والارهاب والتطرف وانكار الآر المقابل، وأن يتحقق الأمان للانسانية بشكل عام .