اخبار العراق الان

زيــدان وراؤول ونشــأت .. نماذج فــي التواضع وثقافـة المسؤوليـة

زيــدان وراؤول ونشــأت .. نماذج فــي التواضع وثقافـة المسؤوليـة
زيــدان وراؤول ونشــأت .. نماذج فــي التواضع وثقافـة المسؤوليـة

2016-01-05 00:00:00 - المصدر: معرض الكرة العراقية


05/01/2016

ميونخ / محمد سعيد رشيد

لا أدري من أين أبدأ، هل أبدأ من المايسترو وصانع الألعاب (زين الدين إسماعيل زيدان)، رمز المنتخب الفرنسي ونادي ريال مدريد لسنوات عدة؟ أو أبدأ من هداف اوروبا (راؤول غونزاليز)، لاعب ريال مدريد وهدافه لسنوات طويلة؟ أو مع لاعبنا الدولي نشأت أكرم؟ أول الأمر فلابد ان اتحدث قليلا عن ثقافة اللاعب الرياضية وتواضعه تماما، مع إختياره لتدريب الكرة عند توديعها بفترة تجعله يتعلم اصول التدريب، وليبدأ حياة اخرى تضعه في مصاف الود والاحترام الدائم وتجعل من تاريخه رمزا شامخا لحياته المستقبلية الباقية، فكان التواضع الأول عند (زين الدين إسماعيل زيدان)، عندما جلس على كرسي التعليم لنيل شهادة بسيطة في التدريب، وهي كما تعلمون شهادة اولية له، لكن وعند بدء المحاضرة دخل المحاضر وشاهد زيدان، وقال بصوت عال جدا: كيف لي ان ألقي محاضرة وأستاذنا ومعلمنا زيدان بيننا هنا؟!، فكان رد زيدان: “شكرا شكرا، فكل شيء في حينه ووقته، أما الآن فأنا طالب علم رياضي، وان لعب الكرة سابقا كان في الملاعب، والآن أنا في درس التعليم”.. لذلك وعند إنتهاء الدورة وأعقبتها دورة اخرى، ذهب زيدان لإدارة الأندية وكانت بدايته مع الأشبال والناشئين وفرق منتخبات الأشبال والدرجة الثانية، فألا يكون هذا التواضع وعدم الكبرياء ثقافة لعدم تدريبه منتخب او ناد من الدرجة اولى، وهو معروف عالميا؟!

راؤول ونشأت رفضا التدريب

أنا بالطبع أحترم كل اللاعبين في البلد، وخير دليل هو اللقاء الذي شاهدته من القناة الفضائية الرياضية ومن إستوديو الملاعب، ومن هنا من المانيا مع مجموعة بسيطة من الأصدقاء الألمان الذين كانوا معي يشاهدون ويستمعون من هذا المنبر الرياضي، وهم بالطبع من يجيدون فن اللغة العربية بقليل وبساطة جدا جدا، علما ان حديث الرياضة، ومن خلال شاشة التلفاز، يعد بالنسبة لهم درسا بسيطا في مفردات اللغة العربية كونهم رياضيين ايضا، المهم والأهم من ذلك، فقد تكلم اللاعب الدولي السابق نشأت أكرم بكل حرية وهدوء ودبلوماسية وصراحة تامة من دون ان يجرح شعور الآخرين من اصدقائه ومن الرياضيين ككل، أليس هذا هو نوع من الثقافة الرياضية والأخلاقية؟، وقد تحدث ايضا بشيء عن سيرته الذاتية والشخصية عن التدريب وصعوباته والخبرة التي لابد ان يتمتع بها للوصول والدخول بهذا الطريق الصعب والشائك، وأنا بدوري، ومن المانيا، أشكره على هذه الصفة والصراحة، ونتمنى له المستقبل الذي هو يقرره وليس نحن. أما (راؤول غونزاليز) الذي رفض مسؤولية التدريب وعدم الدخول بهذا المعترك كونه ايضا ذكرني باللاعب نشأت اكرم، إذن فالنجم راؤول يعيش حاليا فتراته الأخيرة من حياته الكروية كلاعب كرة قدم ضمن صفوف فريق نيويورك كوزموس، كما كان يتمتع بهذه الحالة النجم وأحسن لاعب بالعالم بيليه، فضلا عن القيصر الألماني فرانس بكنباور ضمن هذا النادي ايضا، لكن مستقبل راؤول القريب يبدو لي بعيدا عن العودة الى ريال مدريد، او حتى العمل مديرا فنيا لأحد الفرق الأسبانية او غيرها، وقد قال راؤول:” لا أفكر ان اصبح مدربا، ولا اعرف لماذا يدفعني الجميع لكي أصبح مدربا”. وتحدث راؤول، على الرغم من انه يتحدث لأول مرة منذ إعلانه إعتزاله كرة القدم بعد إنتهاء مدته الترفيهية عام 2015 في دوري الدرجة الثانية الأمريكي، وبعد ان كان قبلها في نادي السد القطري كلاعب محترف مع العواجيز من المحترفين في قطر، لكن ماذا قال اللاعب الخجول راؤول غونزاليز، قال:” أنا لاعب أرغب في ان اصبح فردا وأبا داخل العائلة لفترة من الوقت كي احس واشعر انني بين اولادي وزوجتي حقا، ولكن عندما اقرر ان اكون مدربا (فسأفصح )عن هذا وما يدور في عقلي ومخيلتي، لذا اقول أنا كنت لاعبا خلال 31 سنة مضت، وان مهمة التدريب معقدة للغاية، علما ان بيليه احسن لاعب بالعالم لم يتجه أبدا للتدريب، لكن مارادونا فشل فشلا كليا، وأنا لا أرضى لنفسي الآن هذا الشكل والإطار، لذا فإنني لحد الآن لم اخطط بعد، ولا أعرف إذا كنت سأفعل هذا الأمر، لكي اكون مدربا، وكما فعل أخي وصديقي وزميلي زين الدين إسماعيل زيدان”. إذن هذه هي ثقافة التدريب، وعدم التسرع والاتجاه إليه، ولكنه حق مشروع لكل لاعب تمرس وإحترف في بلدان العالم، وفي بلده. 

أخر تحديث: 05/01/2016

زيــدان وراؤول ونشــأت .. نماذج فــي التواضع وثقافـة المسؤوليـة