سهير الخالدي يكتب: بسبب المنهج الوحشي ...دولة داعش بين التشرذم والزوال

آخر تحديث 2016-12-31 00:00:00 - المصدر: مقالات عراقية

لم تكن الوحشية والعنف وسوء الخلق من مقومات الدعوة الى دين الله , بل كان العكس هو الذي وضع الأسس الصحيحة لقيام الإسلام من حسن الخلق والدعوة بالحسنى فكان للموعظة الحسنة أهمية بالغة في الدعوة إلى الله تعالى , فقد أمر الله تعالى بها في كتابه الكريم , وحث عليها , فقال تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } ]سورة النحل: 125[. وذلك لما للموعظة من تأثير بالغ في النفوس . والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة تكون بأسلوبي الترغيب والترهيب . فالترغيب هو كل ما يرغب المدعو للإذعان , وقبول الدعوة , والثبات مع الحق , وهو الحث على فعل الطاعات وتأدية الواجبات. والأصل في الترغيب أن يكون في طلب مرضاة الله ومغفرته, وجزيل أجره في الدارين . والترهيب : هو كل ما يخيف المدعو من عدم الثبات على الحق والإذعان له , وعدم اتباع أوامر الله . وكذلك الأصل في الترهيب يكون بالتخويف من عاقبة السيئات لأنها مجلبة لغضب الله . وبذلك تعين على الداعي الى الحق توخي الأصلح وما يقرب الناس من الدين واستخدام أحسن الأساليب المشروعة مع التزامه التام بالمنهج الحق. ولكن بالآونة الأخير خرج من يُسَمون مسلمين ولكن لا يعرفوا أبسط مقومات الإسلام ولكن تجدهم وباء أصيب بهِ الإسلام بسبب أساليبهم الإجرامية وبعدهم عن الرحمة الإلهية التي وهبها الى من قُذِف في قلبهِ نور الإسلام , وهم داعش ومن يقف وراء هذا المنهج الإرهابي الإجرامي وهذا ما أشار ونوه اليهِ المحقق العراقي السيد الصرخي الحسني في المحاضرة (13 ) من بحث ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول ) حيث وضح فيها الفكر الداعشي الإجرامي الإرهابي الذي يهدف الى تنفير الناس من الإسلام ,حيث قال ما نصه: ( اتضح لنا أنّ ملّة إبراهيم وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليهما وآلهما وسلم في الإيمان بالله وتوحيده والهداية والاهتداء الى الصراط المستقيم والدعوة الى سبيل الله بلسان صدق وحكمة وموعظة حسنة ومجادلة بالتي هي أحسن، وليس بالتكفير والإرهاب والعنف والذبح والتفخيخ والتفجير!!! وماذا جنيتم من أسلوبكم الوحشي الإرهابي العنيف فقد بدأتم بشرذمة من المغرر بهم تمرّسوا على القتال وابتكار أساليب التعذيب والقتل والإرهاب وتمكنتم من التسلط على المساحات الشاسعة من البلدان والأعداد الكبيرة من الناس حتى صدقتم أن الأمور ستبقى لكم فرفعتم شعار (باقية وتتمدد) حتى خابَ سعيُكم فانفَرَطَت دولتُكم وسلطتكم فصار واقع دولتكم وشعارها [زائلة وتتشرذم]، وبدأتم بشِرذِمة وأعداد قليلة وملكتُم البلدان والعباد لكنكم عجزتم عن كسب الناس وتجنيدهم معكم فبقيتم على قلتكم ( بدأتم بقلة وبقيت على القلة بالرغم من انكم اخذتم السلطة والحكم لكن مع هذا نفر الناس منكم لم يلتحق بكم الناس، ) وصرتم تستجدون المغرر بهم من باقي البلدان وبدأتم ولازلتم تختبئون بين الناس )

وختاماً نقول الواجب على أهل العلم بشريعة الله أينما كانوا أن يقوموا بمهمة الدعوة لدين الله الحق ومنبهاً الى أخذ الحذر من هؤلاء المجرمين ؛ لأن الناس في أشد الضرورة إلى ذلك في مشارق الأرض ومغاربها ، ونحن في غربة من الإسلام وقلة من علماء الحق ، وكثرة من أهل الجهل والباطل والشر والفساد ، فالواجب على أهل العلم بالله وبدينه أن يشمروا عن ساعد الجد ، وأن يستقيموا على الدعوة وأن يصبروا عليها يرجون ما عند الله من المثوبة ويخشون مغبة التأخر عن ذلك والتكاسل عنه ، والله سبحانه وتعالى أوجب على العلماء أن يبينوا ، وأوجب على العامة أن يقبلوا الحق وأن يستفيدوا من العلماء وأن يقبلوا النصيحة. سهير الخالدي