قد تكون هذه المرحلة في الأزمة السورية أكثر صعوبة وخطورة من كل المراحل السابقة،ومنذ انطلاق شرارتها لأنها مرحلة الحسم أو الحل النهائي بناءا على مقتضيات ومتطلبات الأزمة . لو رجعنا بعقارب الساعة نجد بين ليلة وضحاها فتحت كل أبواب جهنم على سوريا ليقتل و يهجر الشعب السوري ، وتدمر المدن الواحدة تلو الأخرى، وبدعم منقطع النظير من حيث العدة والعدد من عدة دول ليصل الأمر بعد ذلك إلى تدخلهم المباشر العسكرية المخالف للأعراف والقوانين الدولية ، وبدون موافقة من الحكومة الشرعية السورية . و بين ليلة وضحاها أيضا يلعن ترامب انسحابه المفاجئ من سوريا، وتكون رغبة الدول التي دعمت الإرهاب في سوريا في إعادة وتحسن علاقاته مع سوريا،ولا توجد قيود حول عودتها إلى حضن الجامعة العربية ،وأصبح السيد الأسد مرحبا به بعد أن فشلت مساعيهم الحثيثة في إسقاطها ، وبشرط إن تكون المرحلة الجديدة للسوري بدون السيد بشار الأسد في تلك الفترة. هذا التغيرات أو التحولات الكبرى في المواقف الدولية والإقليمية بين قرار الانسحاب الأمريكي أو التقارب العربي السوري هي محاولة شيطانية من قبل الأمريكان وحلفائهم لضرب قوة وتماسك وتعاون حلفاء سوريا من جهة ، ومن جهة أخرى العمل على توسيع دائرة الخلافات الحادة بينهما . بمعنى أدق وواضح أعداء سوريا فشلوا في تحقيق مأربهم من خلال كل الحقائق والواقع ، ومعطيات الواقع الميداني مرآة حقيقية تأكد هذا الأمر لتصبح أمريكا في وضع يرثى له بين عدم القدرة أو الرغبة في المواجهة المباشرة أو الاستمرار في دعم اذرعها المسلحة ليكون التفاوض والحوار مع روسيا الحل الأمثل في رسم خارطة طريق نحو إنهاء الأزمة، و يضمن مصالح الكل وبشروط محددة. احد شروط إنهاء الأزمة السورية إنهاء الوجود والنفوذ الإيراني وهوبيت القصيد أمريكا ستنسحب من سوريا ، وتنهي علاقاتها ودعمها لحلفائها من الفصائل المسلحة ، وفسحت المجال للآخرين في إنهاء القضية سواء عن طريق الحوار أو السلاح مع وجود رغبة لعودة دور سوريا إلى ممارسة دورها في المحافل العربية والدولية ، وتقديم الدعم اللازم لإعادة أعمارها وبنائها ، وهذا المتغيرات الايجابية إن صح التعبير تتماشى مع الموقف الروسي الذي أعلنها صرحه بأنه حان الوقت لرحيل كل القوات الأجنبية من سوريا ومنها الإيرانية على وجه الخصوص لان استمرار وجودها يشكل مصدرا تهديد لأمريكا ولإسرائيل ، لكن في الطرف الأخر إيران ترفض الانسحاب بحجة تخوفها من صدق النوايا الأمريكية أولا ، وثانيا واستمرار وجودها من اجل أمنها القومي ، وثالثا لا يمكن إن تنسحب بهذا البساطة وتتخلى عن مكتسباتها الذي كلفتها الكثير ، وتترك للآخرين المكاسب والمنافع ليحققوا مشاريعهم ومخططاتهم حتى لو كانوا الروس أنفسهم لان السياسية لا تعرف صديق أو حليف المصلحة هي سيدة المواقف الحاسمة. أمريكا رمت الكرة في ملعب حلفاء سوريا لتضرب عصفورين بحجر واحد ، وعلى حلفاء سوريا الحذر من الوقوع في شبك الشيطان الأكبر. ماهر ضياء محيي الدين/ كاتب