لبنان بين انفجارات البيجر والمخاوف: التكنولوجيا واللقاحات تحت المجهر

آخر تحديث 2024-09-17 21:39:12 - المصدر: مقالات لبنانية

في عالمنا المعاصر، أصبحت الأجهزة التكنولوجية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نعتمد عليها في التواصل، والعمل، والترفيه، وحتى في مراقبة صحتنا. ومع انتشار هذه الأجهزة، ظهرت تساؤلات ومخاوف حول مدى أمانها. أحداث مثل الانفجارات الأخيرة لأجهزة البيجر في لبنان التي استهدفت أعضاء من حزب الله أثارت العديد من التساؤلات حول إمكانية اختراق هذه الأجهزة وتحويلها إلى أدوات دموية. وإلى جانب ذلك، نشأت مخاوف أخرى حول سلامة اللقاحات، خاصة تلك التي طُورت لمكافحة فيروس كورونا. كيف يمكننا التأكد من أمان الأجهزة التي نستخدمها واللقاحات التي نعتمد عليها لحماية صحتنا؟ هذا هو السؤال الذي يتطلب منا التعمق فيه.

وشهدنا في السنوات الأخيرة تطورًا مذهلاً في التكنولوجيا، إلا أن هذا التطور جاء معه تحديات أمنية جديدة. الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، وحتى أجهزة البيجر التي تُستخدم لأغراض محددة، يمكن أن تكون عرضة للاختراق. في الحادثة الأخيرة في لبنان، انفجرت أجهزة البيجر بشكل شبه متزامن، مما أدى إلى خسائر بشرية وأضرار واسعة. هذا الحدث يعتبر من أكبر الاختراقات الدموية في التاريخ، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول أمان الأجهزة التي نستخدمها يوميًا، لا أقصد إنما الأجهزة العادية الأخرى. فكل شيء خيالي أصبح أقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى.

انفجارات "بيجر" تصل إلى سوريا بعد سقوط العشرات في لبنان.. فما هي هذه الأجهزة؟ تعرف عليها وعلى مواصفاتها

يمكن أن يحدث اختراق الأجهزة بعدة طرق، بدءًا من البرمجيات الخبيثة التي تُزرع في التطبيقات أو أنظمة التشغيل، وصولًا إلى الهجمات الإلكترونية الموجهة التي تستهدف أجهزة محددة. في حالة أجهزة البيجر في لبنان، يُعتقد أن الهجوم كان متطورًا للغاية واستهدف مجموعة معينة. يمكن أن يكون تم زرع متفجرات داخل الأجهزة أو تم تفجيرها عن بُعد باستخدام تقنية معينة. هذه الواقعة تشير إلى إمكانية استخدام الأجهزة التكنولوجية كأسلحة ضد الأفراد، وربما تعديلها قبل أن تصل الشحنة الجديدة من الأجهزة إلى لبنان، فالموساد يراقب، بينما نحن مشغولون بقانون "المفاخذة".

من الصعب ضمان الأمان المطلق لأي جهاز تكنولوجي. فمع تقدم تقنيات الحماية، تتقدم أيضًا تقنيات الاختراق والهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، يمكن اتخاذ إجراءات وقائية للحد من المخاطر. يُنصح المستخدمون بتحديث أنظمة التشغيل والتطبيقات بانتظام، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات، وتجنب تنزيل التطبيقات من مصادر غير موثوقة، لكن في حالة لبنان لا أحد يعرف ما الذي حدث بالفعل ولا أعتقد أن أحداً سيصل إلى نتيجة منطقية على المدى القريب.

هناك من يقول إن على الشركات المصنعة أيضًا أن تستثمر في تقنيات الأمان المتقدمة، مثل التشفير ونظم التحقق البيومترية، لحماية المستخدمين. إضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التشريعات والقوانين المتعلقة بأمن المعلومات والخصوصية لضمان حماية الأفراد من التجسس والانتهاكات، غير أن واقعنا الرقمي وامننا السيبراني في حالة مأساوية، بينما تضغط الحكومة لتحويل كل شيء إلى رقمي، في ظل بنية تحتية من الممكن أن نصحو فيها يوماً على "عدم"، فنقرة زر واحدة سيتوقف كل شيء. إذ لا بعد الاستناد كلياً على خطة واحدة دون وجود بديل يضاهي الخطة الأولى.

 خبراء سيبرانيون يحددون فرضيات هجوم "بيجر لبنان".. ورسالة عاجلة من السلطات للمواطنين

منذ ظهور جائحة فيروس كورونا، طُورت عدة لقاحات في وقت قياسي بهدف الحد من انتشار الفيروس. رغم أن هذه اللقاحات مرت بمراحل اختبار صارمة، كما تزعم تذلك الشركات، إلا أن هناك مخاوف ظهرت بين بعض الأفراد حول مدى سلامتها على المدى الطويل. تساؤلات مثل "ماذا إذا كان لهذه اللقاحات مضاعفات قاتلة بعد انتهاء مفعولها؟" أصبحت جزءًا من النقاشات اليومية، ومن يدري؟ ربما يأتي اليوم الذي سنتساقط فيه على قارعات الطريق.. وحينها لا يعرف الآخرون ما الذي حدث وماذا سيحدث مستقبلاً في عالم مليء بالألغام.

تقول الشركات دائماً إن اللقاحات من أهم الإنجازات الطبية في التاريخ، حيث ساهمت في القضاء على العديد من الأمراض المعدية وتقليل معدلات الوفيات بشكل كبير. اللقاحات التي طُورت لمكافحة فيروس كورونا مرت بمراحل متعددة من التجارب السريرية، وأظهرت فعالية عالية في الوقاية من أعراض المرض الشديدة وتقليل معدلات الوفاة، هذا صحيح. لكن من يضمن أن طرفاً ثالثاً دخل في المعادلة كما حصل في أجهزة البيجر بلبنان وسوريا.

في البداية، ظهرت بعض المخاوف حول إمكانية حدوث مضاعفات خطيرة بعد تلقي اللقاح، ولكن هذه المخاوف غالبًا ما تكون مبنية على افتراضات غير مدعومة بالأدلة العلمية.. هذا ما قالته الشركات، وسرعان ما ظهرت وأقرت الشركات بأن بعض اللقاحات تنتج مضاعفات في العضلة القلبية!

ومع ذلك، لا نريد أن نشكك في جدوى اللقاحات، لكن ما يقلقنا هو "الطرف الآخر"، فمراقبة اللقاحات مستمرة من قبل الهيئات الصحية العالمية، وتُجمع البيانات حول أي آثار جانبية محتملة لضمان السلامة. إلى الآن، أظهرت الدراسات أن الآثار الجانبية الشديدة للقاحات نادرة جدًا، وأن فوائدها في الوقاية من الفيروس تفوق بكثير أي مخاطر محتملة.

الأجهزة التكنولوجية التي نستخدمها في حياتنا اليومية، رغم أنها قد تبدو آمنة، يمكن أن تكون عرضة للاختراق والهجمات الإلكترونية. ومع ذلك، من خلال اتباع ممارسات الأمان الأساسية وتوعية أنفسنا بالمخاطر، يمكننا تقليل هذه المخاطر بشكل كبير.