اخبار العراق الان

عاجل

عالم الأخرة وصفاته

عالم الأخرة وصفاته
عالم الأخرة وصفاته

2019-03-29 00:00:00 - المصدر: وكالة الصحافة المستقلة


المستقلة – القاهرة –
بقلم الدكتور حسام خلف الصفيحى
ان من العلماء رحمة على الناس يسعد من اقتدى بهم وان من العلما فتنة على الأمة يهلك من تأسى بهم فالعالم اذا كان عاملا برضوان الله مؤثرا للأخرة على الدنيا فأولئك خلفاء الرسل- عليهم الصلاة والسلام والنصحاء للعباد والدعاة الى الله- تعالى- أولئك رفقاء الأنبياء على منابر النور فى الحلى والحلل يكرمون يكرمون ويحبرون وفى الأقارب والأباعد يشفعون اذ الخلائق ببعثهم مشغولون أولئك رحمة الله على الأمة وبركته عليهم يدعون الى سبيل النجاة فسعد من أجابهم وفاذ من أقتدى بهم ولهم مثل أجر المتأسين بهم.
بمثل هذا العالم أفتدوا به تأسوا وتعوذوا تسعدوا ألا ان صنفا من العلماء رضوا بالدنيا عوضا عن الأخرة فأثروها على جوار الله- تعالى- ورغبوا فى الاستكثار منها وأحبوا العلوا فيها فتأسى بهم عالم من الناس وافتتن بهم خلق كثير أولئك اسوأ فتنة على الأمة وتركوا النصح للناس كيلا يفتضحوا عندهم وبحبهم كيف ينالون الخير بوعيد الله اياهم وشروا بالعلم ثمنا قليلا لقد خسروا وبئس ما اتجروا واحتملوا أوزارهم مع أوزار المتأسين بهم فهلكوا وأهلكوا أولئك خلفاء الشيطان ودعاة ابليس أقل الله فى البرية مثلهم.
ومن صفات عالم الأخرة أنه لا يطلب الدنيا بعلم المسائل التى تعلمها فأن أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها وكدرتها وانصرامها وعظم الأخرة ودوامها وصفاء نعيمها وجلالة ملكها ويعلم أنهما متضاداتان وأنهما كالضرتين مهما أرضيت احداهما أسخطت الأخرة وأنهما ككفتى الميزان مهما رجحت احداهما خفت الأخرى وانهما كالمشرق والمغرب مهما قربت من احداهما بعدت من الأخرى وأنهما كقدحين أحدهما مملؤ والأخر فارغ فبقدر ما تصب منه فى الأخر حتى يمتلىء يفرغ الأخر وأن من لا يعرف ذلك فهو فاسد العقل.
ومن صفات عالم الأخرة ألا يكون مسارعا الى الفتيا اذا سئل بل يقول له: أسأل من يكون تأهل للفتاوى احتياطا وحزما.
ومن صفات عالم الأخرة أن يكون قصده باشتغال العلوم تحصيل ثواب الله فى الأخرة وأن يكون أكثر اهتماما بعلم الباطن ليعرف به ما يفسد الأعمال ويشوش القلوب ومتصفا بمراقبة قلبه.
وأخيرا فلعل سائلا يسأل ويقول: هل هناك من يجمع هذه الصفات النى تميز عالم الأخرة؟ أقول نعم يوجد الكثير ممن سترهم الله بستره وعلى رأس هؤلاء أئمة المذاهب المتبوعة كانوا جامعين لها معتصمين بحبل الله متمسكين بسنة نبيهم ومن هنا أقتدى بهم أتباعهم اقتدوا بهم فى الأحكام فهذا امامنا الشافعى وامامنا مالك وامامنا أبو حنيفة وامامنا ابن حنبل وسفيان الثورى وغيرهم كانوا كاملين فى صفات الزهد والصلاح والعبادة والعلم بعلوم العقبى النافعان للخلق والتفقه فى مصالح الخلق فى الدنيا وارادتهمةبتفقهم وجه الله- تعالى- وان فقهاء العصر لم يتبعوهم الا فى صفة واحدة وهى الفقه وتفاريعه لأنها تصلح للدنيا كما تصلح للأخرة.

عالم الأخرة وصفاته