إبعدوا وزارة الكهرباء عن تدخلاتكم ومصالحكم الحزبية والفئوية
بقلم: أياد السماوي
يبدو أنّ بعض الجهات السياسية التي اصطدمت مصالحها الحزبية بالتوّجهات الجديدة لوزارة الكهرباء , تقود حملة تسقيطية ممنهجة تستهدف شخص الوزير السيد لؤي الخطيب , بل أنّ بعض هذه الجهات قد ذهبت لأبعد من ذلك لتهددّ الوزير بالكارت الأصفر , كما صرّح بذلك النائب سلام الشمري عن كتلة سائرون قائلا (أنّ كارت الصدر الأصفر ليس ببعيد عن وزير الكهرباء لؤي الخطيب , ومن الممكن إقالته بسبب فشله في عمله والنهوض بالوزارة).. وقبل الحديث عن نجاح أو فشل السيد وزير الكهرباء , لا بدّ لنا كمراقبين سياسيين مستقلّين أن نقف عند كارت الصدر الأصفر الذي يلوّح به بعض نوّاب سائرون بوجه رئيس الوزارء السيد عادل عبد المهدي تارة وبوجه بعض الوزراء تارة أخرى , وملوّحين به لإقالة من يرفع بوجهه هذا الكارت الاصفر , فماذا يقصد الأخوة في سائرون بكارت الصدر الأصفر ؟ وهل هو بديلا ديمقراطيا جديدا عن حق مجلس النوّاب بالرقابة على أجهزة الدولة ووزاراتها ومؤسساتها ؟ أم هو أسلوب جديد للابتزاز السياسي مغلّف بغلاف الحرص على مصالح الشعب وتوفير الخدمات له ؟
ولماذا هذا الإصرار من قبل بعض نوّاب سائرون على إقحام أسم السيد مقتدى الصدر بكل صغيرة وكبيرة ؟ هل فقد السيد رئيس الهيئة السياسية لسائرون بوصلة السيطرة على تصريحات نوّاب كتلته ؟
وموضوع الحملة التسقيطية الممنهجة التي يتعرّض لها وزير الكهرباء المستقل الدكتور لؤي الخطيب , تشترك بها أكثر من جهة سياسية أرادت أن تفرض أجنداتها ومصالحها الخاصة على السيد الوزير , وهذا ما أشار إليه بيان وزارة الكهرباء يوم أمس , حيث أكدّ البيان أنّ (التدّخل السياسي من البعض في شؤون الوزارة , إذ ما زالت المحاصصة الفئوية حاكمة في العملية السياسية وضالعة في الجهاز التنفيذي , مما جعل الوزارة عرضة للاختراق وشراء الذمم لبعض المنتسبين وتسريب الوثائق وإرباك الرأي العام) , ومن خلال متابعتنا لهذه الحملة التسقيطية الممنهجة , نستنتج أنّ الوزير المستقل السيد لؤي الخطيب الذي ترّشح لوزارة الكهرباء من قبل السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على حصّة سائرون , لم يرضخ لمطالب وتدّخلات الجهات التي تقود هذه الحملة , مما دفع هذه الجهات إلى تضليل الرأي العام بأنّ الوزير فاشل ولم يحقق للوزارة ما وعد به , وكأنّ السيد الوزير يحمل بيده عصى موسى ليضرب بها الأرض فتنتصب فوقها أثنى عشر محطة عملاقة لإنتاج الطاقة الكهربائية لتسد حاجة العراق من الكهرباء..
ومع كلّ هذه الحملة التسقيطية غير المبررة , فقد حققت وزارة الكهرباء إنجازا وطنيا مهما بتوقيعها اتفاقية ستراتيجية مع شركة سيمنز الألمانية وبضمانة الحكومة الألمانية لإضافة 11 ألف ميكا واط إلى منظومة الإنتاج فضلا عن تطوير شبكة النقل الوطنية بشكل جذري وبضمنها إنشاء الخطوط الناقلة والمحطات الثانوية في جميع أنحاء البلاد , وتأسيس شبكة توزيع ذكية لمنطقة منتخبة تكون النموذج الأساس لتطوير شبكة التوزيع الذكية لعموم البلاد , وعلى الرغم من التحدّيات المالية والفنية استطاعت وزارة الكهرباء إضافة طاقة انتاجية جديدة بحدود 3500 ميكا واط مقارنة بمستويات العام الماضي , وذلك من خلال تنفيذ مشاريع الصيانة للمحطات وتحسين كفاءتها الفنية.. بعد كل هذا ألا يعتبر تثبيت 33 ألف عقد على الملاك الدائم وتحويل 8000 أجر إلى عقد , إنجاز للوزارة ضمن ترتيب صفوف الكوادر الوطنية وكسب ولائها وطنيا وحفظ حقوقها بعيدا عن أجواء المنافسات السياسية وتشجيعها للعمل ومضاعفة أدائها وتنفيذ المشاريع الاستثنائية في فترات قياسية لم يشهدها قطاع الكهرباء سابقا ؟.. لست في معرض الترويج للسيد الوزير أو لإنجازات وزارة الكهرباء المتحققة خلال فترة السبعة أشهر الماضية , فهذه الإنجازات موجودة في موقع الوزارة الرسمي وبإمكان أي شخص الاطلاع عليها.. لكنّها كلمة الحق التي يجب أن تقال , وكما أشدنا بعمل وزراء آخرون كنّا قد آزرناهم من منطلق المصلحة الوطنية , نشيد أيضا بما تحقق حتى الآن من منجزات في وزارة الكهرباء على يد الوزير السيد لؤي الخطيب.. في الختام نقول لمن يقود هذه الحملة التسقيطية الممنهجة ضدّ السيد وزير الكهرباء.. إبعدوا وزارة الكهرباء عن تدّخلاتكم ومصالحكم الحزبية والفئوية.