كركوكْ تَنتَخِبْ
شيروان حاجي
كركوك التي تحولت من ميدان للشراكة العراقية المتنوعة على الارض الى عقدة عراقية وبؤرة لجميع المشاكل والتقاطعات بين السياسيين الذين يمثلون مكوناتها ، احزابا وشخصيات ، ولعل السبب كما اشار النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي هو ارث حقبة زمنية تمثل ما قبل العام 2003 وارث لما بعد هذا العام ثم اضيف لها حقبة فترة احتلال عصابات داعش لأجزاء من المحافظة وحقبة ما بعد التحرير، وايضا موضوع المكونات، والهجرة والتهجير وملفات معقدة اخرى ، تُركت كركوك خارج دائرة الانتخابات منذ سقوط النظام حتى اليوم .. في هذا اليوم وللمرة الاولى تكون للبرلمان العراقي اليد الطولى في القرار والتقريب بين فرقائها ، اجتماعات ودراسات وتقارير لرؤية الاحزاب الفاعلة هناك والشخصيات والمكونات فضلا عن المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ، وبقية الوزارات بهدف تذليل العقبات وانهائها بشكل كامل.
هذا السبق السياسي والحراك كان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي عرابه الاساسي حيث شهد الاجتماع الذي عقده مع نواب من المكون الكردي والتركماني والعربي بشان الأوضاع في كركوك ، جولة صعبة لاذابة الجليد والتاكيد على المشتركات والتعاون لدفع هذا المحافظة الى الممارسة الديمقراطية التي حرمت منها لاكثر من أربعة عشر عاماً ليتمخض هذا الاجتماع الذي اعقب اجتماعات متعددة مع نواب رئيس البرلمان بغية تطويق الخلافات و التوصل لحل العقدة الكركوكية العراقية المستعصية .
بعد تمرير التعديل الأول لقانون مجالس المحافظات والاقضية ، إتفق الجميع على اجراء الانتخابات في هذه المحافظة بذات الموعد الذي ستتم به انتخابات المجالس المحلية لبقية المحافظات والمقررة في نيسان من العام المقبل.
ليس الموضوع نجاح البرلمان وقيادته في احتواء موضوع عصي على الحل ، بل ان ماحدث في البرلمان بشان كركوك ، يشير تحديدا الى حكمة الرئيس محمد الحلبوسي الذي دخل محاربا مع الطاقم الرئاسي للبرلمان لينجز المشروع بطريقة تنصف جميع الفرقاء ، لاسيما وان هذا الملف تبنته حتى الامم المتحدة والولايات المتحدة دون جدوى وظل يزداد تعقيدا مع التطورات السياسية والامنية التي شهدها العراق .
تحية لكركوك واهلها ومكوناتها ، ومبروك لشبابها الطامح للتغيير والسلام ، لقد اطلق لكم البرلمان اليوم صافرة التنافس السياسي السليم وعليكم ان تستفيدوا من فرصة التوازن الاداري والمجتمعي في المحافظة ، وطالما هناك قادة في البرلمان بهذا الاخلاص والحماس فانكم باذن الله جميعا آمنون .