الاحتياطي الاجنبي للعراق كنز في بيت خَرب.. منار العبيدي
كتب منار العبيدي:
وصل حجم الاحتياطي الاجنبي الرسمي الى مستوى ال 91 ترليون دينار عراقي وهو مستوى لم تصله منذ شهر ايار 2014 اذ بلغ وقتها اكثر من 94 ترليون دينار عراقي
السؤال الذي يجب ان يطرح هو مافائدة الاحتياطات الاجنبية المرتفعة في بلد سعر الصرف فيه ثابت وغير عائم ويتحكم البنك المركزي بكمية المعروض من الدولار في السوق المحلية
ان احتفاظ العراق باحتياطي عالي يمكن تشبيهه بشخص يكتنز الذهب وهو ساكن في بيت خرب لا يمتلك الخدمات الاساسية للحياة
حقيقة ان انجاز احتياطيات مرتفعة في بلد استهلاكي يبلغ حجم الاستيرادات فيه اكثر من 40 مليار دولار سنوي ولا تساهم مختلف القطاعات (عدا قطاع النفط) بنسبة مرتفعة في الناتج المحلي بالاضافة الى ارتفاع مستويات الفقر والبطالة فهو دليل على سوء استخدام موارد الدولة وسوء التخطيط من اجل تنمية الاقتصاد العراقي وتنويعه
كان من الاجدى بدلا من رفع الاحتياطيات الاجنبية العمل على اطلاق مبادرات مختلفة تساهم في تقوية الاقتصاد العراقي والعمل على بناء مشاريع البنى التحتية للبلد من خلال تمويل هذه المشاريع
والعمل ايضا على تبني مبادرات تعمل على تقليل مستويات التضخم ومستويات الفقر بدعم مختلف المنتوجات الاساسية والتي تساهم في زيادة نسب التضخم وتقليل مستوى الفقر
على البنك المركزي الاسراع باطلاق مبادرات تمويلية لمشاريع صناعية وزراعية وسياحية حقيقية والعمل على اطلاق مبادرات تمويلية لدعم التعليم وزيادة راس المال البشري بالاضافة الى اطلاق مبادرات دعم الطبقات الفقيرة والمعدمة وان يكون هدفه هو العمل على بناء اقتصاد مستدام والعمل على تقليل مستوى الفقر والامية وتقليل مستوى التضخم و بعد تحسين هذه المستويات وجعلها في وضعها الطبيعي يمكن حينها العمل على زيادة الاحتياطيات الاجنبية والتباهي بارتفاعها
ارتفاع الاحتياطيات تشبه قصة الرجل الذي تمنى ان يتحول كل ما يملكه الى ذهب وتحققت امنيته مما جعل حتى الطعام يتحول الى ذهب الامر الذي جعله يموت جوعا
#منار_العبيدي