مواقف عراقية متناقضة من انسحاب القوات التركية -
أسامة مهدي: تناقضت مواقف المسؤولين العراقيين، اليوم الاحد، من قضية انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، فبينما اشار الجعفري الى هذا الانسحاب، معتبرا انه خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات بين بغداد وأنقرة، اكد المتحدث الرسمي بإسم العبادي عدم حدوث أي انسحاب، على عكس ما اعلنته وزارة الخارجية التركية.
وفي تصريح صحافي، قال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ان انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية بحسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات بين بغداد وأنقرة واحترام سيادة وأمن العراق ولمواجهة الإرهاب الداعشي، مؤكدا على ان المسارات الأمنية ينبغي أن تكون من خلال احترام السيادة والخروج من الأرض العراقية والتنسيق مع الحكومة.
السيادة خط أحمر
وأضاف الجعفري، في تصريح وزعته الخارجية العراقية واطلعت على نصه "أيلاف"، أن "إستراتيجيتنا السياسية مع دول العالم، سواء كانت مرتبطة بالتحالف الدولي أم كانت خارج التحالف، لا تدخل الأرض العراقية ولا السماء العراقية من دون إذن عراقي، سواء كان غطاء جويا أم مستشارين"، مؤكدا بالقول: "لدينا ميزان واحد نتعامل به مع جميع الدول الصديقة، أو الدول المتحالفة معنا".
واوضح "أننا ماضون في خطواتنا إلى مجلس الأمن إلى أن يتحقق لنا الانسحاب الكامل، وذاهبون أيضا إلى جامعة الدول العربية"، وقال إن رئيس الجامعة العربية "نبيل العربي اتصل بي وأكدت أني سأحضر في الموعد وألقي كلمة في جامعة الدول".
وشدد بالقول: "نتطلع إلى أقوى العلاقات مع تركيا وقد برهنا أننا أسسنا علاقات عراقـية تركية منذ وقت مبكر وعلاقات إستراتيجية مهمة منذ عام 2003 لكن عندما تُمس السيادة العراقية فالحديث يختلف لأن السيادة بالنسبة لنا فوق كل شيء".
ونشرت أنقرة مئات الجنود في ناحية بعشيقة بمحافظة نينوى الشمالية في الرابع من الشهر الحالي، قائلة إن القوة تأتي في إطار بعثة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية لقتال تنظيم داعش، فيما نددت بغداد بالتحرك قائلة إنها لم توجه الدعوة قط لمثل هذه القوة.
عدم الانسحاب
لكن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي اكد اليوم عدم حدوث أي انسحاب للقوة التركية عكس ما اعلنته وزارة الخارجية التركية، وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي إنه "لم يحدث أي انسحاب للقوة التركية بعدما طالبت الحكومة العراقية بسحب هذه القوة الى الحدود البرية الدولية بين العراق وتركيا"، مشددا بالقول انه "لم يحدث اي انسحاب من هذا النوع".
وأضاف الحديثي في تصريح بثثته وكالة "السومرية نيوز" العراقية أن "الاعضاء الخمسة الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي أكدوا احقية موقف العراق"، مشيراً إلى أن "هناك رسائل مشجعة بأن مجلس الأمن سيتبنى دعوة العراق لسحب هذه القوة التركية".
وكانت وزارة الخارجية التركية اقرت في وقت سابق من اليوم بوجود سوء فهم مع العراق فيما يتعلق بأحدث انتشار للقوات في قاعدة بعشيقة العسكرية بشمال العراق.
من جانب آخر اوضح الحديثي أنه "لا يوجد حتى الان اي اتفاق بين الحكومة العراقية ونظيرتها الايطالية بشأن استقدام قوات برية قتالية"، مشدداً على أن "اية قوات برية اجنبية مرفوضة وغير مرحب بها".
وكان رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي اعلن في 16 من الشهر الحالي أن قوات مقاتلة من بلاده بصدد التوجه الى العراق للمشاركة في مواجهة داعش وحماية سد الموصل من الانهيار، مبيناً أن 450 جندياً سيغادرون الى الموصل بعد موافقة البرلمان.
الى ذلك، اشار الحديثي الى "وجود جهود مشتركة بين الجانبين العراقي والأميركي لفتح تحقيق موسع بشأن قيام طائرات أميركية بقصف لجنود عراقيين في قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار"، مشيراً إلى أن "ما حدث كان خطأ بسبب سوء الاحوال الجوية".
يذكر أن خلية الإعلام الحربي أعلنت في 18 من الشهر الحالي عن تعرض قوة عسكرية عراقية لقصف من طيران التحالف الدولي "عن طريق الخطأ"، مبينة أن القوة تقدمت بسرعة نحو تنظيم داعش، واشتبكت معه من مسافة قريبة، الأمر الذي تعذر معه التمييز بين الطرفين من الجو.